بعد هذه المواثيق بين موسى كليم الله تعالى والعبد الصالح عليهما السلام أخذا في السير ، ولذا قال تعالى:
{ فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا 71} .
( الفاء ) في{ فانطلقا} للترتيب والتعقيب ، أي أنهما عقب أخذ هذه المواثيق ، انطلقا فور ذلك الاتفاق ، والتعبير ب( انطلقا ) يومئ إلى أن كليهما فرح بهذه الصحبة وسارا ما شاء الله أن يسيرا إلى أن وجدا سفينة ، وكان السير على سيف البحر ،{ حتى إذا ركبا في السفينة خرقها} ، أي أنه خرقها وقت أن ركبها ، وفي الصحيحين أنهما لم يدفعا أجرا ، وخلع لوحا منها ، لم يدرك موسى عليه السلام الذي أوتي علم المباح والممنوع ، ولم يعط من علم الغيب شيئا ، لم يدرك ، فقال:{ أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا} اللام في{ لتغرق أهلها} لام العاقبة ، أي لتكون النتيجة أن يغرق أهلها ، والأمر الإمر:هو الأمر الخطير العظيم في ذاته من قولهم أمر الأمر إذا عظم ، كما قال أبو سفيان متهكما:لقد أمر أمر ابن أبى كبشة ، عندما رأى هرقل يهتم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ويسأل عنه .