لم يسأل موسى عليه السلام عن السر ، ولكنه أبدى استغرابه ، ولم يستطع الصبر ، ولذا قال العبد الصالح:
{ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا 72} .
الاستفهام بمعنى النفي ، ونفى النفي إثبات وهو يفيد الاستنكار والتوبيخ ، والمعنى لقد قلت لك إنك لن تستطيع معي صبرت أي في صحبتي صبرا لأنك تسير مع ما يحكم به على الأشياء والأعمال في الحياة ، والعبد الصالح يعلم علم الحقيقة ، وهو نتائج الأعمال في العلم المغيب عن الناس جميعا في هذه ، فهو يخالف بين العلم بالأحكام التي تحكم بين الناس ، والعلم بالحقائق التي يقررها الله تعالى ، ونتائجها ، فالفرق بين العلمين ، العلم بما ينظم الناس عليه أمورهم والعلم برب الوجود ، وما قدره الله تعالى: