ولكن هذه النصائح الحكيمة، لم يستقبلها قومه استقبالا حسنا، ولم تجد منهم قبولا، بل كان ردهم عليه- كما حكى القرآن عنهم-:قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ ...
أى:قال قوم هود له بعد أن وعظهم ونصحهم:قالوا له بكل استهتار وسوء أدب:
يا هود يستوي عندنا وعظك وعدمه، ولا يعنينا أن تكون ممن يجيدون الوعظ أو من غيرهم ممن لا يحسنون الوعظ والإرشاد.
قال صاحب الكشاف:فإن قيل:«أوعظت أو لم تعظ» كان أخصر. والمعنى واحد.
قلت:ليس المعنى بواحد وبينهما فرق، لأن المراد:سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ، أم لم تكن أصلا من أهله ومباشريه، فهو أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه، من قولك:
أم لم تعظ.