أجابوا بتأييسه من أن يقبلوا إرشادَه فجعلوا وعظهُ وعدمه سواء ،أي هما سواء في انتفاء ما قصده من وعظه وهو امتثالهم .
والهمزة للتسوية .وتقدم بيانها عند قوله:{ سواءٌ عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} في سورة البقرة ( 6 ) .
والوعظ: التخويف والتحذير من شيء فيه ضر ،والاسم الموعظة .وتقدم في قوله:{ وهدى وموعظة للمتقين} في سورة العقود ( 46 ) .
ومعنى:{ أم لم تكن من الواعظين} أم لم تكن في عداد الموصوفين بالواعظين ،أي لم تكن من أهل هذا الوصف في شيء ،وهو أشدّ في نفي الصفة عنه من أن لو قيل: أم لم تَعظ ،كما تقدم في قوله تعالى:{ قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} في سورة البقرة ( 67 ) ،وقد تقدم بيانه عند قوله تعالى:{ وما أنا من المهتدين} في سورة الأنعام ( 56 ) ،وتقدم آنفاً قوله في قصة نوح{ لتكونَنَّ من المرجومين}[ الشعراء: 116] .