ذكرهم بالنعمة ، ثم أنذرهم بالجزاء ، ولكن لم يرعووا ، ولم يستيقظوا ، وكانوا في عمياء ضالة ، ولذا رأوا هذا وقالوا:
{ قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ( 136 ) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ( 137 )} .
الوعظ يجمع بين معنى التذكير بالخير ، وإثارة النفس إلى الخير ، والزجر المقترن بالتخويف ، وقد جمع كلام نبي الله هود على المعنيين ، فهو أولا ذكرهم بالنعم التي هي خير محض ، ثم أنذرهم بالعذاب الشديد ، فقالوا مصرين على ما هم عليه{ قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ} ، أي تساوي عندنا حالك إذا كنت الواعظ المذكر بالنعم ، والمنذر بالنقم ، أم لم تكن من الواعظين ، بّأن تركتنا في أمورنا ، وحالنا .