وقوله- تعالى-:وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ معطوف على الكلام المتقدم، وداخل في حيز الإنكار.
أى:أن هذا الإنسان الجاهل المجادل بالباطل، لم يكتف بذلك، بل ضرب لنا مثلا هو في غاية الغرابة، حيث أنكر قدرتنا على إحياء الموتى، وعلى بعثهم يوم القيامة، فقال:- دون أن يفطن إلى أصل خلقته- من يحيى العظام وهي رميم، أى:وهي بالية أشد البلى. فرميم بزنة فعيل بمعنى فاعل. من رمّ اللازم بمعنى بلى، أو بمعنى مفعول، من رم المتعدى بمعنى أبلى.
يقال:رمه إذا أبلاه. فيستوى فيه المذكر والمؤنث.
قال صاحب الكشاف:فإن قلت:لم سمى قوله:مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ مثلا؟
قلت:لما دل عليه من قصة عجيبة شبيهة بالمثل، وهي إنكار قدرة الله- تعالى- على إحياء الموتى.. مع أن ما أنكر من قبيل ما يوصف الله- تعالى- بالقدرة عليه، بدليل النشأة الأولى...