ولقد كانت نتيجة هذا الدعاء، الإجابة السريعة، كما يشعر بذلك التعبير بالفاء في قوله- تعالى- بعد ذلك:فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ.
أى:فأجبنا لنوح دعاءه، ففتحنا أبواب السماء بماء كثير منهمر، أى:منصب على الأرض بقوة وبكثرة وتتابع. يقال:همر فلان الماء يهمر- بكسر الميم وضمها- إذا صبه بكثرة. وقراءة الجمهور فَفَتَحْنا بتخفيف التاء، وقرأ ابن عامر بتشديدها على المبالغة.
قال الجمل:والمراد من الفتح والأبواب والسماء:حقائقها فإن للسماء أبوابا تفتح وتغلق.
والباء في قوله:بِماءٍ للتعدية على المبالغة، حيث جعل الماء كالآلة التي يفتح بها، كما تقول:فتحت بالمفتاح...