ثمّ يشير هنا إشارة معبّرة وقويّة في كيفية العذاب الذي ابتلوا به وصبّ عليهم حيث يقول سبحانه: ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) .
إنّ تعبير انفتاح أبواب السماء لتعبير رائع جدّاً ،ويستعمل عادةً عند هطول الأمطار الغزيرة .
( منهمر ) من مادّة ( همر ) على وزن ( صبر ) وتعني النّزول الشديد للدموع أو الماء ،ويستعمل هذا التعبير أيضاً عندما يستدر الحليب من الضرع حتّى النهاية .
والعجيب هنا أنّه ورد في أقوال المفسّرين أنّ قوم نوح كانوا قد أصيبوا بالجدب لعدّة سنوات قد خلت ،وكانوا يرتقبون بتلهّف سقوط المطر عليهم ،وفجأة ينزل المطر ولكن لا ليحيي أرضهم ويزيد خيرهم بل ماحقاً ومميتاً لهم{[4863]} .