القول في تأويل قوله تعالى:فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11)
يقول تعالى ذكره ( فَفَتَحْنَا ) لما دعانا نوح مستغيثا بنا على قومه ( أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ) وهو المندفق, كما قال امرؤ القيس في صفة غيث:
رَاحَ تَمْريــه الصبــا ثُـمَّ انْتَحَـى
فِيــهِ شُــؤْبُوبُ جــنوبٍ مُنْهَمِـرْ (3)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان ( بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ) قال:ينصبّ انصبابا.
-----------------
الهوامش:
(3) البيت لامرئ القيس بن حجر ، من مقطوعة في ثمانية أبيات يصف فيها غيثا:( مختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا طبعة الحلبي 110 - 111 ) قال شارحه:راح:عاد السحاب بالمطر آخر النهار . وتمريه:تستدبره ، وأصله من مرى الضرع ، وهو مسحه باليد ليدر ، والسحاب حين تضربه ريح الصبا الباردة ، يتجمع ويتكاثف ، فيسقط مطرا ، ثم جاءت الجنوب عندهم محملة بالأمطار من بحر الهند ، فأضافت إلى هذا السحاب شؤبوبا آخر جنوبيًّا ، فتضاعف المطر وانهمر انهمارًا. أ . هـ . وموضع الشاهد في البيت:أن المنهمر في قوله تعالى:"بماء منهمر "معناه:المتدفق . الشديد الانصباب أ . هـ .