ويذكر أنّ الماء الذي أدّى إلى الطوفان لم يكن من هطول الأمطار فقط ،بل كان من تفجير العيون في الأرض حيث يقول تعالى: ( وفجّرنا الأرض عيوناً ){[4864]} وهكذا اختلط ماء السماء بماء الأرض بمقدار مقدّر وملأ البسيطة: ( فالتقى الماء على أمر قد قدر ) .
إنّ هذا التعبير يجسّد حالة الطوفان الذي غمر الأرض ،إلاّ أنّ بعض المفسّرين فسّروا عبارة ( قد قدر ) بقولهم: إنّ كميّتي المياه المتدفّقة من الجانبين المتقابلين كانتا متساويتين في مقاديرهما بصورة دقيقة ،إلاّ أنّ الرأي الأوّل هو الأرجح .
وخلاصة الأمر: إنّ الماء قد فار من جميع جهات الأرض وفجّرت العيون وهطلت الأمطار من السماء ،واتّصل الماء بعضه ببعض وشكّل بحراً عظيماً وطوفاناً شديداً .