قَدْ هنا للتحقيق وتأكيد العلم وتكثيره، والتحقيق هنا جاء من موضوعها لا من ذاتها كما أن التكثير راجع إلى متعلقات العلم، لا إلى العلم نفسه، لأن صفة القديم لا تقبل الزيادة والتكثير وإلا لزم حدوثها. والحزن ألم يعترى النفس عند فقد محبوب، أو امتناع مرغوب أو حدوث مكروه.
قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية ما ملخصه:يقول تعالى مسليا لنبيه صلى الله عليه وسلم. في تكذيب قومه له ومخالفتهم إياه قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ أى:قد أحطنا علما بتكذيبهم لك وحزنك وتأسفك عليهم وقوله فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ أى:هم لا يتهمونك بالكذب في نفس الأمر، ولكنهم يعاندون الحق ويدفعونه بصدورهم كما قال سفيان الثوري عن أبى إسحاق عن ناجية عن على قال:قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم:إنا لا نكذبك يا محمد ولكن نكذب ما جئت به فأنزل الله فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ. وعن أبى يزيد المدني أن النبي صلى الله عليه وسلم لقى أبا جهل فصافحه فقال له رجل:ألا أراك تصافح هذا الصابئ؟ فقال:والله إنى لأعلم أنه لنبي، ولكن متى كنا لبنى عبد مناف تبعا؟ وتلا أبو يزيد فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ.