1- علمتني سورة هود الثبات والاستمرار في الدعوة والإصلاح رغم كل الظروف.
2- علمتني سورة هودرعاية الله عز وجل لأوليائه ولطفه بهم في أوقات الشدائد والمحن.
3- علمتني سورة هود أن التوحيد أول الواجبات: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ...﴾ (1، 2).
4- علمتني سورة هود أن العبرة بالأحسن، لا بالأكثر! فالله لم يقل: (أكثر عملًا)، بل قال: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ (7).
5- علمتني سورة هود أن مهمة الأنبياء واحدة على مر الدهور، وهي: الدعوة إلى الله وإفراده بالعبادة، والمقولة واحدة لا تتغير، قالها نوح u: ﴿أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾ (26)، ورأيناها نفسها عند هود u: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (50)، وألفيناها نفسها عند صالح u: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (61)، وكذلك نجد المقولة نفسها عند شعيب u: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (84).
6- علمتني سورة هود أن جميع الأنبياء طلبوا من أقوامهم أن يتوبوا إلى الله ويستغفروه، فهذا محمد صلى الله عليه وسلم في الآية (3) يذكر قومه بالاستغفار والتوبة: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، وكذلك هود u في الآية (52): ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، وصالح u في الآية (61): ﴿فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، وشعيب u في الآية (90): ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾،ونتيجة الاستغفار والتوبة في الآية (3): الحياة الطيبة في الدنيا والفضل العميم في الآخرة، ونتيجته في الآية (52): الحياة الرغيدة والقوة العظيمة، ونتيجته في الآية (61): التمكن في الأرض ورضاء الله تعالى، ونتيجته في قصة شعيب: الخير والنماء والرحمة والود والأمان من العذاب.
7- علمتني سورة هود أن أقارن بين خاتمة المجرمين والمؤمنين، فقد وجدت الكافرين في النار، ليس لهم أولياء يدفعون عنهم العذاب الأليم، أما المؤمنون فـ ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (23)، فالفريق الأول (الكفار) مثلهم كمثل الأعمى الأصم، والفريق الثاني (المؤمنون) كالبصير السميع، وشتان شتان بين هؤلاء وهؤلاء: ﴿مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ (24).
8- علمتني سورة هود أن اعتنِ أكثر بهداية الوجهاء؛ فإنهم سبب لهداية أتباعهم: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا﴾ (27).
9- علمتني سورة هود أن نجاتنا من الهلاك في استجابتنا لأمر الله، وإن خفيت علينا الحكمة: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ... وَاصْنَعِ الْفُلْكَ ...﴾ (36، 37).
10- نادتني سورة هود: لا تحزنْ إذَا قَلَّ مَنْ يستجيبُ لِدَعوتِكَ: ﴿إِلَّا قَلِيلٌ﴾ (40).
11- نادتني سورة هود: إنك لا تهدى من أحببت، ولكن الله يهدى من يشاء: ﴿وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾ (43).
12- علمتني سورة هود أن رابطة الدين أقوى من رابطة النسب: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ...﴾ (46)، ومن عاد إلى سيرة الصحابة رأى هذا جليًا واضحًا.
13- علمتني سورة هود أن الصبر والتقوى هما سببا الانتصار على من ظلمك: ﴿فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (49).
14- علمتني سورة هود أن السلام قبْلَ الكلامِ: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا﴾ (69).
15- نادتني سورة هود: اسأل الله الرحمة والهداية للعاصين: ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾ (74).
16- علمتني سورة هود أن فصل الدين عن الحياة والمعاملات سنّة جاهلية قديمة: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ﴾ (87).
17- علمتني سورة هود أهمية القدوة الصالحة، فشعيب u حين دعا قومه إلى إيفاء المكيال والميزان، وإعطاء الناس حقوقهم قال: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ (88)، فهو يأمر بالمعروف ويبدأ بنفسه، وينهاهم عن المنكر وينتهي عنه أولاً، وهكذا الداعية الصادق، ورحم الله الشاعر القائل:
يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ ... هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا ... فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُلَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم القدوة في كل شيء، ففي المعركة كان المقدّم، وحين نهى عن الربا نهى عمه العباس أول الناس، وحين نهى عن الثأر في الدماء الجاهلية بدأ بدم ابن عمه، وكان تلميذه النجيب عمر الفاروق t حين يأمر أو ينهى يجمع أهل بيته فيأمرهم وينهاهم أولاً، ويلوّح بالعقوبة المضاعفة لهم إن خالفوا، وهنا نجد في الآية (112) أمرًا للنبي صلى الله عليه وسلم -وهو قدوتنا- بالاستقامة: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾، فإذا استقام الرأس استقام ما بعده، وإن فسد الرأس فسد ما دونه، ولن يتبع أحد أحدًا ولن يصدقه مالم يره يبدأ بنفسه قبل الآخرين في كل شيء.
18- علمتني سورة هود أن القصص القرآني ليس للتسليةِ، وإنما للتذكرِ والاتعاظِ: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ﴾ (103).
19- علمتني سورة هودأن الاستقامة تكون كما يأمر الله لا كما يريد الإنسان: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (112).
20- علمتني سورة هود أن الحسنة تمحو السيئة: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ (114).
21- علمتني سورة هود أن الاجتماع رحمة والفرقة عذاب: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ﴾ (118، 119).
22- نادتني سورة هود: من أراد الثبات فليقرأ في قصص الأنبياء، وأفضل كتاب لقصص الأنبياء كتاب الله: ﴿وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ (120).
23- نادتني سورة هود: اعبد الله تعالى وتوكل عليه واعلم أنه يعلم ما تخفي وما تعلن: ﴿وَلِلَّـهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (123).