قوله تعالى ( مالك يوم الدين )
بين الله عز وجل يوم الدين بأنه يوم الحساب كما في قوله تعالى ( وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ){[273]} .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبيه قال:ثنا محمود بن غيلان ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن حميد الأعرج في قول الله ( مالك يوم الدين ) قال:يوم الجزاء{[274]} .
ورجاله ثقات إلا الأعرج:لا بأس به وهو المفسر فإسناده صحيح إليه .
وروى البخاري عند تفسير هذه الآية معلقا عن مجاهد:بالدين:بالحساب ، مدينين:محاسبين{[275]} . ووصله عبد بن حميد من طريق أبي نعيم عن سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى ( بالدين ) .قال بالحساب .وقوله محاسبين ، وصله أيضا عبد بن حميد من طريق شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد به{[276]} . وكلا الإسناد ين صحيحان .
أخرج مسلم بإسناده عن أبي هريرة مرفوعا في الحديث القدسي المتقدم وفيه أنه قال . وإذا قال: مالك يوم الدين .قال:مجدني عبدي ( وقال مرة:فوض إلي عبدي ){[277]} .
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل تسمى بملك الأملاك "{[278]} .
قال الإمام أحمد:سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع اسم عند الله ؟فقال:أوضع اسم عند الله{[279]} .
وذكر ابن كثير حديث الشيخين في التفسير{[280]} .
وقال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، قال معمر:وربما ذكر ابن المسيب ، قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يقرؤون ( مالك يوم الدين ) وأول من قرأها ( ملك يوم الدين ) مروان ، قال أبو داود:هذا أصح من حديث الزهري عن أنس ، والزهري عن سالم عن أبيه{[281]} .
أخرجه ابن أبي داود من طريق أبي المطرف وعن الزهري به ، دون ذكر ابن المسيب{[282]} .وذكر الترمذي أن عبد الرزاق رواه عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرفوعا به{[283]} .
وأخرجه حفص بن عمر الدوري من طريق سليمان التيمي عن الزهري عن سعيد بن المسيب والبراءة بن عازب مرفوعا به دون ذكر عثمان{[284]} .
وهذه القراءة ثابتة قرأ بها عاصم والكسائي{[285]} . وقد ذكر هذا الحديث ابن كثير من رواية ابن أبي داود ثم قال:مروان عنده علم بصحة ما قرأه لم يطلع عليه ابن شهاب{[286]} .