قوله: ( ملك يوم الدين( يوم الدين أي يوم القيامة حيث الحساب والعقاب ،والدين يعني الجزاء ،دانه يدينه أي جازاه ،ومنه ،كما تدين تدان .{[10]}
ويوم القيامة وغيره من مضامين هذا الوجود الهائل مملوك لله الخالق ،فالله عز وعلا مالك الدنيا والآخرة ومالك الحياة والحياء والعالمين ،بل إنه مالك كل شيء .
وتخصيص يوم الدين بالإضافة يحتمل وجهين: أحدهما: تعظيم هذا اليوم المشهود الذي يناقش فيه العباد الحساب ،ويوم القيامة عصيب وحافل بالقوارع والأحداث الفوادح ،لا جرم أن داهية القيامة أمر داهم ومزلزل لا يتصور مداه ذهن أو خيال لهول ما فيه من نوازل وبلايا .
ثانيهما: تعظيم الله سبحانه ،فهو الذي يملك هذا اليوم العصيب وما فيه من أمور وأحداث ومخاليق ،هذا اليوم الذي تنحبس فيه الأنفاس فرقا ورعبا ،وتنحشر فيه الأصوات في الصدور فلا يسمع منها إلا ما كان همسا ،وتغشى العالمين إذ ذاك غواش من الصمت الواجم والتربص الحسير ،وحينئذ يقف العالمون بين يدي الله ضعافا ذاخرين حيارى ،فالله بذلك حقيق بالحمد والعبادة والخضوع له من الخلائق والعالمين .