قوله تعالى{ألا تعبدوا إلا الله إنّني لكم منه نذير وبشير} .
قال ابن كثير:{ألا تعبدوا إلى الله} أي نزل هذا القرآن المحكم المفصل لعبادة الله وحده لا شريك له كقوله تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} وقال{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وقوله{إنني لكم منه نذير وبشير} أي إني لكم نذير من العذاب إن خالفتموه ،وبشير بالثواب إن أطعتموه كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد الصفا فدعا بطون قريش الأقرب ثم الأقرب فاجتمعوا فقال:"يا معشر قريش أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تصبحكم ألستم مصدقي ؟"فقالوا: ما جربنا عليك كذبا قال:"فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "أ . ه .
( صحيح البخاري-ك الإيمان ،ب ما جاء إن الأعمال بالنيات ) ،( وصحيح مسلم-ك الوصية ،ب الوصية بالثلث ) .
قال الشيخ الشنقيطي: هذه الآية فيها الدلالة الواضحة على أن الحكمة العظمى التي أنزل القرآن من أجلها هي: أن يعبد الله جل وعلا وحده ،ولا يشرك به في عبادته شيء ،لأن قوله جل وعلا{كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله} الآية-صريح في أن آيات هذا الكتاب فصلت من عند الحكيم الخبير لأجل أن يعبد الله وحده ،سواء قلنا إن ( أن ) هي المفسرة أو أن المصدر المنسبك منها ومن صلتها مفعول من أجله ،لأن ضابط ( أن ) المفسرة أن يكون ما قبلها متضمنا معنى القول ،ولا يكون فيه حروف القول .
قوله تعالى{إنني لكم منه نذير وبشير}
انظر حديث ابن عباس الآتي عند الآية ( 214 ) من سورة الشعراء .