قوله تعالى{وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا} .
قال الشيخ الشنقيطي: صرح في هذه الآية الكريمة أنه خلق السماوات والأرض لحكمة ابتلاء الخلق ،ولم يخلقهما عبثا ولا باطلا .ونزه نفسه تعالى عن ذلك ،وصرح بأن من ظن ذلك فهو من الذين كفروا وهددهم بالنار ،قال تعالى:{وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للكافرين من النار} وقال تعالى{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم} وقال:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ،وقال:{الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} إلى غير ذلك من الآيات .
وانظر سورة فصلت آية ( 12 ) لبيان الستة أيام .
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قال الله عز وجل: أَنفِق أٌنفق عليك .وقال: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة ،سحاء الليل والنهار .وقال ،أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض ؟فإنه لم يغض ما في يده ،وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفِض ويرفع ".
( صحيح البخاري8/202-ك التفسير-سورة هود ،ب ( الآية ) ح4684 ) ،وأخرجه مسلم في ( صحيحه2/691 ح37-ك الزكاة ،ب الحث على النفقة ) .
قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب .فأتاه ناس من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا: قد بشرتنا فأعطن ا( مرتين ) .ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن أن لم يقبلها بنو تميم .
قالوا: قد قبلنا يا رسول الله .قالوا: جئنا نسألك عن هذا الأمر .قال: كان الله ولم يكن شيء غيره .وكان عرشه على الماء ،وكتب في الذكر كل شيء .وخلق السموات والأرض .فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين .فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب .فو الله لوددت أني كنت تركتها .
( الصحيح6/330-331 ح3191-ك بدء الخلق ،ب ما جاء في قوله تعالى{وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ...} .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله:{وكان عرشه على الماء} قبل أن يخلق شيئا .