إنه هو الذي خلق السماواتِ والأرض في ستّ مراحلَ ،كما تقدم في سورة الأعراف الآية 54 ،وسورة يونس الآية 4 .
ومن قبل ذلك لم يكن الوجود أكثر من عالم الماء .
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الماء} يعني أن الماء كان موجوداً ،خَلَقَه سبحانه وتعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض .
أما كيف كان هذا الماء ،وكيف كان عرشه عليه ،فليس هناك نص على شيء من ذلك ،والعقلُ وحده لا يمِلك العمل به ونترك البحث فيه .
ثم عَلل الله بما ذكر آنفاً بعض حِكمه الخاصة بالمكلفين المخاطبين بالقرآن فقال:
{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} .
ولقد خلق هذا الكونَ ليُظهر أحوالَكم أيها الناس ،بالاختبار وليُظهِر أيكم أحسنُ إتقانا لما يعمله لنفسه وللناس .
لئن أخبرتَ يا محمد ،هؤلاء ا لمشركين أن الله سيبعثُهم من قبورِهم بعد مماتِهم ،سارعوا إلى الرد عليك مؤكدين أن هذا الذي جئتَهم به لا حقيقةَ له ،وما هو إلا كالسِحر الواضح تسحَرُ به العقول .
فما أعجبَ هذا القول وما أغربه !؟
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: «إن هذا إلا ساحر مبين » .