الدابة: كل حي يدب على الأرض ،وغلبت على كل ما يركب من الخيل والبغال والحمير .
المستقر: مكان الاستقرار .
ومستودعها: الموضع الذي كانت فيه قبل استقرارها ،كالصلب والرحم والبيضة .
يبيّن الله في هذه الآية والآيات التي تليها آثار قدرته ،وما يتعلقّ بحياة البشر وشؤونهم المختلفة ،ويعرِّفُ الخلْقَ بربهم الحقّ الذي عليهم أن يعبدوه ،فهو العالِمُ المحيط علمه بكل خلْقه ،وهو الرازق الذي لا يترك أحداً من رزقه .
ثم يُطلعهم على آثار قدرتِه وحكمته في خلق السماوات والأرض بنظامٍ خاص في أطوار أو آمادٍ مُحكّمة .
ليس هناك دابة تتحرك على الأرض إلا وقد تكّفل الله برزقها ،فكل مخلوق له رزقٌ مقدَّر من الله في سُننه التي ترتِّب النِّتاجَ على الجُهد ،فلا يقعدنَّ أحد عن السعي فالسّماء لا تمطر ذهباً ولا فضة .{وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سعى} [ النجم: 39] .
إن الله يعلم أين تستقرّ تلك الدابة أو المخلوق وأين تقيم ،والمكان الذي تودع فيه بعد موتها .
كل شيء من ذلك مسجَّلٌ عنده سبحانه في كتابٍ مبين موضِحٍ لأحوال ما فيه .