قوله تعالى:{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} ما نافية .{من} حرف جز زائد ،والدابة ،من دب يدب ؛أي مشى يمشي ؛فهو داب وهي دابة .والدابة كل ماش على الأرض ،وقد غلب على ما يركب من الحيوان سواء في ذلك المذكر والمؤنث ،والجمع دواب{[2056]} .
والمعنى: ما من دابة تمشي على الأرض إلا ويأتيها رزقها من الله ؛فهو سبحانه متكفل بما به عيشها من قوت وغذاء وشراب .وهو سبحانه خالق الأحياء لا جرم أنه متفضل بما فيه قوام حياتها حتى تموت .سواء في ذلك الطير السابح في الجو الفضاء ،أو البهائم الراتعة على متن الأرض ،أو الحيتان الضاربة في أغوار البحر ،أو الإنسان البصر ،ذو العقل والإرادة والتفكير ،كل أولئك رزقهم على الله .
قوله:{ويعلم مستقرها ومستودعها}{مستقرها} ،مكانها الذي تأوي إليه وتستقر فيه ،{ومستودعها} ،المكان الذي تموت فيه .وقيل: المستودع حيث كان مودعا قبل الاستقرار من صلب أو رحم أو بيضة .
قوله:{كل في كتاب مبين} كل واحد من الدواب ورزقه وموضع استقراره أو موته ،علم ذلك جميعا مكتوب في اللوح المحفوظ .