قوله تعالى:{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ...} [ هود: 6] الآية .
لم يقل"على الأرض "مع أنه أنسب بتفسير الدابة لغةً ،لأنها ما يدبّ على الأرض ،لأن"في "أعمّ من"على "لأنها تتناوب من الدوابّ ما على ظهر({[282]} ) الأرض ،وما في بطنها .
وقيل:"في "بمعنى"على "كما في قوله تعالى{ولأصلّبنكم في جذوع النّخل} [ طه: 71] وقوله{أم لهم سلّم يستمعون فيه} [ الطور: 38] وظاهر أنّ تفسير الدابة بما يدبّ على الأرض ،يتناول الطير ،فلا يَرِد أنّ الآية ،لا تتناول الطير في ضمان رزقه .
فإن قلتَ:"على "للوجوب ،والله تعالى لا يجب عليه شيء ؟
قلتُ: المراد بالوجوب هنا"وجوب اختيار "ولا"وجوب إلزام "كقوله صلى الله عليه وسلم: ( غسل يوم الجمعة واجب على كلّ محتلم ) ({[283]} ) وكقول الإنسان لصاحبه: حقّك واجب عليّ .
أو"على "بمعنى"مِنْ "كما في قوله تعالى:{الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون} [ المطففين: 2] .