قوله تعالى{سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار}
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى{سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} .بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن السر والجهر عنده سواء ،وإن الاختفاء والظهور عنده أيضا سواء ،لأنه يسمع السر كما يسمع الجهر ،ويعلم الخفي كما يعلم الظاهر ،وقد أوضح هذا المعنى في آيات أخر كقوله:{وأسروا قولكم أو أجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} وقوله:{وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى} وقوله:{ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور} وقوله{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} الآية -إلى غير ذلك من الآيات .وأظهر القولين في المستخفي بالليل والسارب بالنهار: أن المستخفى هو المختفي المستتر عن الأعين ،والسارب هو الظاهر البارز الذاهب حيث يشاء .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} كل ذلك عنده تبارك وتعالى سواء ،السر عنده علانية قوله:{ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} أي: في ظلمة الليل ،و{سارب} أي: ظاهر بالنهار .