قوله تعالى{قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}
قال ابن كثير: هذا من باب المثل لإبطال ما صنعه هؤلاء الذين كفروا بالله وأشركوا في عبادته غيره ،كما قال نوح عليه السلام{ومكروا مكرا كبارا} أي احتالوا في إضلال الناس بكل حيلة وأمالوهم إلى شركهم بكل وسيلة ،كما يقول لهم أتباعهم يوم القيامة{بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا} الآية ...وقوله{فأتى الله بنيانهم من القواعد} أي اجتثه من أصله وأبطل عملهم ،كقوله تعالى{كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ،قوله:{قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد} إي والله ،لأتاها أمر الله من أصلها{فخر عليهم السقف من فوقهم} والسقف: أعالي البيوت ،فائتفكت بهم بيوتهم فأهلكهم الله ودمرهم{وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} .