قوله تعالى{خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين}
قال ابن ماجة: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،ثنا يزيد بن هارون ،أنبأنا حريز ابن عثمان ،حدثني عبد الرحمن بن ميسرة ،عن جبير بن نُفير ،عن بسر بن جحّاش القرشي ،قال: بزق النبي صلى الله عليه وسلم في كفه ،ثم وضع أصبعه السبابة وقال:"يقول الله عز وجل: أنّى تعجُزني ،ابن آدم !وقد خلقتك من مثل هذه ،فإذا بلغت نفسك هذه ( وأشار إلى حلقه ) قلت: أتصدق .وأنى أوان الصدقة ؟".
( السنن2/903ح2707-ك الوصايا ،ب النهي عن الإمساك في الحياة والتبذير عند الموت ) .
قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات .. ( مصباح الزجاجة9/97 ) .وأخرجه الحاكم ( المستدرك2/502 ) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ،ووافقه الذهبي ،وقال الألباني: صحيح ( صحيح الجامع ح8000 ،وانظر( السلسلة الصحيحة ح1099 ) .
قال الشنقيطي: قوله تعالى{خلق الإنسان من نطفة} .ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه خلق الإنسان من نطفة ،وهي مني الرجل ومني المرأة ،بدليل قوله تعالى{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج} أي أخلاط من ماء الرجل وماء المرأة ...إذا عرفت معنى ذلك ،فاعلم أنه تعالى بين أن ذلك الماء الذي هو النطفة ،منه ما هو خارج من الصلب .أي وهو ماء الرجل ،ومنه ما هو خارج من الترائب وهو ماء المرأة ،وذلك في قوله جل وعلا{فلينظر الإنسان مما خلق .خلق من ماء دافق .يخرج من بين الصلب والترائب} لأن المراد بالصلب صلب الرجل وهو ظهره ،والمراد بالترائب ترائب المرأة وهي موضع القلادة منها .