/م3
المفردات:
من نطفة:أصل النطفة:الماء القليل ،والمراد بها هنا:مادة التلقيح ،أي:ماء الرجل عند اختلاطه بماء المرأة .
خصيم:أي:مخاصم مجادل ، قال الطبري:{خصيم مبين}:يبين عن خصومته بمنطقه ، ويجادل بلسانه ، وعنى بالإنسان هنا:جميع الناس .
ومنافع: مركب ولبن لحم ،والحرث بها ،وحملها الماء ،ونحو ذلك .
{خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين} .
خلق الإنسان من نطفة ، أي:من ماء مهين ، خلقا عجبا في أطوار مختلفة ، ثم أخرجه إلى ضياء الدنيا ، وجعل له السمع والبصر والقوة والإدراك والعقل ،وتدرج من الضعف إلى الشباب والقوة ، ومن القوة إلى الضعف والشيخوخة ؛حتى يتأمل في خلقه ، ويستدل بذلك على قدرة الخالق المبدع ، القادر على إعادته عند البعث للحساب والجزاء .
بيد أن الإنسان المخلوق يكابر ويجادل ، ويقول:{من يحي العظام وهي رميم}( يس:78 ) .
{فإذا هو خصيم مبين} .
إذا به مخاصم عنيف ينكر وجود خالقه ، ويكذب رسله ، ويعمل على صدّ الناس عن إتباعهم ،وروح الآية تشير إلى موقف كفار مكة ، وإنكارهم للبعث ، وترشدهم إلى أن الإيمان بالله هو الذي ينقّي أرواحهم ،ويرشدها إلى حكمة الحكيم ، وإلى قدرة الخالق العظيم ، سبحانه وتعالى .