قوله تعالى{ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا}
قال الطبري: حدثنا أبو كريب ،قال: ثنا ابن إدريس ،قال: سمعت أبي وعمي عن حبيب بن أبي ثابت ،عن سعيد ابن جبير{ربكم أعلم بما في نفوسكم} قال: البادرة تكون من الرجل إلى أبويه لا يريد بذلك إلا الخير ،فقال{ربكم أعلم بما في نفوسكم} أ . ه .
ورجاله ثقات إلا عم عبد الله بن إدريس وهو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ضعيف ولا يضر لأنه مقرون بوالد عبد الله بن إدريس وهو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ثقة ،والإسناد صحيح .وقد فسر القرطبي البادرة بالزلة .
قال الطبري حدثني سليمان بن عبد الجبار ،قال: ثنا محمد بن الصلت قال: ثنا أبو كدينه وحدثني ابن سنان القزاز ،قال: ثنا الحسين بن الحسن الأشقر ،قال: ثنا أبو كدينه ،عن عطاء عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس{فإنه كان للأوابين غفورا} قال: المسبحين .
( وإسناده حسن وعطاء هو ابن السائب صدوق اختلط ،ورواية أبي كدينه وهو يحيى بن المهلب كوفي وروايته عن عطاء قبل الاختلاط ) .
أخرج الطبري بسنده الجيد من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{فإنه كان للأوابين غفورا} ،يقول: للمطيعين المحسنين .
وأخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن معمر عن قتادة بلفظ: للمطيعين المصلين .
وأخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد بلفظ: هو الذي يتذكر ذنوبه فيتوب ويراجع .
قال الطبري: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ،قول من قال: الأواب هو التائب من الذنب ،الراجع من معصية الله إلى طاعته ومما يكرهه إلى ما يرضاه أ . ه .
وأيده ابن كثير فقال: وهذا الذي قاله هو الصواب لأن الأواب مشتق من الأوب ،وهو الرجوع ،آب فلان إذا رجع قال الله تعالى{إن إلينا إيابهم} سورة الغاشية: 25 ،وفي سورة الإسراء: 25-26 ،الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رجع من سفر قال:"آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ".