قوله تعالى:{ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا} الله عليم بما في ضمائركم من قصد الإحسان إلى والديكم والنية في البر بهما وبذل الخدمة والطاعة لهما .
قوله: ( إن تكونوا صالحين ) أي صادقين في قصد البر بهم ثم فرطت منكم في حال من التعجل والغضب بادرة أو فلتة فيها إيذاء لهما ،ثم رجعتم إلى الله تائبين نادمين ( فإنه كان للأوابين غفورا ) .المراد بالأوابين: الرجاعون إلى الله .من الإياب والأوب والمآب وهو الرجوع{[2670]} والأواب: هو الذي إذا تلبس بذنب أو خطيئة بادر التوبة دون وناء ؛فهو من شأنه وديدنه الرجوع إلى ربه تائبا نادما على ما بدر منه من إثم أو خطيئة .وروي عن سعيد بن المسيب قال: الأواب الذي يذنب ثم يتوب ،ثم يذنب ثم يتوب ،ثم يذنب ثم يتوب{[2671]} .وهكذا لا يبرح المؤمن الأوبة إلى ربه في كل حال ليبادر التوبة كلما تعثرت فيه جارحة من جوارحه بإثم صغيرا أو كبيرا .والله جل شأنه غفار للتائبين النادمين الآيبين .وفي الحديث الصحيح أن رسول الله ( ص ) كان إذا رجع من سفر قال:"آبيون تائبون عابدون لربنا حامدون ".