قوله تعالى{ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا}
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن المجرمين يرون النار يوم القيامة ،ويظنون أنهم مواقعوها ،أي مخالطوها وواقعون فيها .والظن في هذه الآية بمعنى اليقين ،لأنهم أبصروا الحقائق وشاهدوا الواقع وقد بين تعالى في غير هذا الموضع أنهم موقنون بالواقع ،كقوله عنهم{ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون} وكقوله{فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} وقوله تعالى{أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} الآية .
قال ابن حبان: أخبرنا ابن سَلم ،قال: حدثنا حرملة ،قال: حدثنا ابن وهب ،قال: أخبرني عمرو بن الحارث ،أن أبا السمح حدثه ،عن ابن حُجيرة ،عن أبي هريرة ،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يُنصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة ،وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة ".
( الإحسان 16/349ح7352 .قال محققه: إسناده حسن ،رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي السمح ...فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق .وله شاهد من حديث أبي سعيد ،وأخرجه أحمد ( المسند3/75 )وأبو يعلى ( المسند2/524ح1385 ) ،والحاكم في المستدرك( 4/597 )وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .وقال الهيثمي: إسناده حسن ... ( مجمع الزوائد10/336 ) .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله:{فظنوا أنهم مواقعوها} قال: علموا .