القول في تأويل قوله:( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ ) يقول:وعاين المشركون النار يومئذ ( فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ) يقول:فعلموا أنهم داخلوها.
كما حدثنا الحسن بن يحيى، قال:أخبرنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله:( فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ) قال:علموا.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدريّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"إنَّ الكافرَ يَرَى جَهَنَّمَ فَيَظُنُّ أنَّها مُوَاقعَتُهُ منْ مَسيرَةِ أرْبَعينَ سَنَة ".
وقوله:( وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ) يقول:
ولم يجدوا عن النار التي رأوا معدلا يعدلون عنها إليه. يقول:لم يجدوا من مواقعتها بدّا، لأن الله قد حتم عليهم ذلك ، ومن المصرف بمعنى المعدل قول أبي كبير الهذليّ:
أزُهَـيْرُ هَـلْ عَـنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَصْرِفِ
أمْ لا خُـــلُودَ لبـــاذِلٍ مُتَكَــلِّفِ (5)
------------------------
الهوامش:
(5) البيت لأبي كبير الهذلي ، وهو في القسم الثاني من ديوان الهذليين طبعة دار الكتب ص 104 مطلع قصيدة له . وهو من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن:1:407 ) قال في تفسير قوله تعالى:"ولم يجدوا عنها مصرفا":أي معدلا . وقال أبو كبر الهذلي:أزهير . . . إلخ البيت .