قوله تعالى{ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون}
قال ابن كثير: ثم قال مرشدا له إلى الترياق النافع في مخالطة الناس ،وهو الإحسان إلى من يسيء ،ليستجلب خاطره ،فتعود عداوته صداقة وبغضه محبة ،فقال:{ادفع بالتي هي أحسن السيئة} .وهذا كما قال في الآية الأخرى:{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبورا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} ،أي: ما يلهم هذه الوصية أو الخصلة أو الصفة{إلا الذين صبروا} أي: على أذى الناس ،فعاملوهم بالجميل مع إسنادهم إليهم القبيح ،{وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} ،أي في الدنيا والآخرة .