قوله: ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة ) هذه قاعدة أخلاقية عظيمة من قواعد السلوك وكيفية التعامل في هذا الدين المتين .قاعدة تنسجم مع فطرة الإنسان السوي في جنوحه للرأفة والرقة والاستحياء .ذلك هو الإنسان السوي ،يلين للكلمة الطيبة ويستجيب للأسلوب الودود الحاني .خلافا للغلظة وفظاظة الخطاب ؛فإنها تثير فيه النفور والانثناء والكراهية .
والإسلام إنما يرسخ قواعده وتعاليمه ومثله التي تناسب الأسوياء من البشر أولي الفطر السليمة والطبائع المستقيمة خير مراعاة .وعلى هذا يأمر الله تعالى أن تدفع السيئة بالحسنة ؛أي تدفع الإساءة بالعفو والصفح الجميل ،لما في ذلك من تنشيط للاستجابة الكريمة ومراجعة النفس من المسيء نفسه فترقد فيه سورة الانفعال ،ثم يبادر الندم والرجوع .وذلك هو شأن المسلمين فيما بينهم ،يعفو احدهم عن أخيه ليدفع مساءته بالإحسان والعفو .أما ما كان من صفح عن إساءة الكافرين الظالمين المعتدين ،فهو منسوخ بوجوب القتال .
قوله: ( نحن أعلم بما يصفون ) الله أعلم . بما يفتريه الظالمون على الله من الأكاذيب وبما يقولونه في رسول الله ( ص ) من سوء القول وباطله .وفي ذلك مواساة لرسول الله ( ص ) كيلا يبتئس بما يسمعه منهم أو يقولونه فيه .