{ادْفَعْ بالتي هي أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} فتلك هي مهمتك ،وذلك هو دورك ومسؤوليتك ،فليست القصة قصة صراعٍ يتسابق فيه المتصارعون ليغلب أحدهم الآخر أو يهزمه أو يسقطه أو يحطّمه ،بل هي قصة هداية ينطلق فيها الرساليون ،ليفتح أحدهم قلب الآخر وعقله وروحه وضميره وحياته على الحق النازل من الله ،ولذلك لا بد من أن لا يخضع الموقف لرد الفعل الذي يقابل السيئة بالسيئة ،لتكون التهمة في مواجهة التهمة ،والشتيمة في مقابل الشتيمة وما إلى ذلك ،لأن ذلك سوف يزيد الموقف تعقيداً ،ويؤدي إلى ابتعاد المواقع عن بعضها البعض ،وانغلاق القلوب عن وحي الرسالة ،ولذا كان لا بد من مقابلة السيئة بالحسنة ،لتكون الكلمة الحلوة في مواجهة الكلمة المرّة ،وليكون الأسلوب الطيب في مواجهة الأسلوب الخبيث ،والقلب المفتوح في مواجهة القلب المغلق ،والبسمة في مقابل العبوس ..وهكذا ..حتى يمتص هذا الجو كله المليء بالسلبيات والتعقيدات والمشاكل الصعبة .ثم ماذا بعد ذلك ؟فليهتد من يهتدي ،أو فليضلّ من يضلّ ،لأن ذلك ليس مشكلتك ،بل هي مشكلتهم .فإذا أدّيت واجبك وقمت بمسؤوليتك ،انتهى دورك{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} ونحن نتكفّل بهم وبحسابهم في كل ما قابلوك به من الإساءة ،وفي كل ما تمرّدوا به على الله ،