يقول تعالى ذكره لنبيه:ادفع يا محمد بالخلة التي هي أحسن، وذلك الإغضاء والصفح عن جهلة المشركين والصبر على أذاهم، وذلك أمره إياه قبل أمره بحربهم، &; 19-68 &; وعنى بالسيئة:أذى المشركين إياه وتكذيبهم له فيما أتاهم به من عند الله، يقول له تعالى ذكره:اصبر على ما تلقى منهم في ذات الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) قال:أعرض عن أذاهم إياك.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن عبد الكريم الجَزَري، عن مجاهد:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) قال:هو السلام، تُسَلِّمُ عليه إذا لقيته.
حدثنا الحسن، قال:أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن بشار، قال:ثنا هوذة، قال:ثنا عوف، عن الحسن، في قوله:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) قال:والله لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظا، ويصفح عما يكره.
وقوله:( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) يقول تعالى ذكره:نحن أعلم بما يصفون الله به، وينحَلُونه من الأكاذيب والفِرية عليه، وبما يقولون فيك من السوء، ونحن مجازوهم على جميع ذلك، فلا يحزنك ما تسمع منهم من قبيح القول.