قوله تعالى{أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون} .
قال بن كثير:{وجعل بين البحرين حاجزا} ،أي: جعل بين المياه العذبة والمالحة حاجزا ،أي: مانعا يمنعها من الاختلاط ،لئلا يفسد هذا بهذا وهذا بهذا فإن الحكمة الإلهية تقتضي بقاء كل منهما على صفته المقصودة منه ،فإن البحر الحلو هو هذه الأنهار السارحة الجارية بين الناس .والمقصود منها أن تكون عذبة زلالا تسقي الحيوان والنبات والثمار منها .والبحار المالحة هي المحيطة بالأرجاء والأقطار ،من كل جانب ،والمقصود منها أن يكون ماؤها ملحا أجاجا لئلا يفسد الهواء بريحها ،كما قال تعالى{وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا} .
وانظر سورة لقمان آية ( 10 ) لبيان رواسي أي: جبال .