{أَمَّن جَعَلَ الاَْرْضَ قَرَاراً} فهي مستقرة لا تهتز ،وبذلك يرتاح الناس إلى العيش فيها والاستقرار عليها ،بالرغم من حركتها الدائبة على مستوى اللحظة في دورانها المستمر ،{وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً} في الفراغات الموجودة في الفُرَج الواسعة أو الضيّقة التي تتحرك فيها الأنهار ،{وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ} وهي الجبال التي تمنع الأرض من الاهتزاز ،{وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً} في اختلاط الماء العذب بالماء المالح من دون أن يؤثر أحدهما على الآخر من خلال حاجز خفيّ ،من قدرة الله ،مانع من امتزاجهما واتحادهما في طعم واحد ،كما هي طبيعة الأشياء .وربما أريد منه مواقع الماء المالح ومواقع الماء العذب في ما هي المسافة بين البحر والنهر ،التي جعلت الماء المالح في مكان أكثر انخفاضاً من الماء العذب ،فيستمد الماء المالح استمراره مما يأتيه من الماء العذب المتدفق من الأعالي ،ولو اختلف الأمر وانعكس ،لفسد الماء العذب ،واختلفت الحياة .
{أَءِلهٌ مَّعَ الله} يشاركه خلقه ويستعين به على أمره لتعبدوه من دونه أو معه ،{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ولا يميزون حقائق الأشياء ،سواء منهم الذين يعيشون الشك والشبهة أو الذين يعيشون الغفلة أو العناد في الفكرة المضادّة .