قوله تعالى{ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} .
قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن أبا حذيفة- وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- تبنّى سالما وأنكحه بنت أخيه هندا بنت الوليد بن عتبة- وهو مولى لامرأة من الأنصار- كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا ،وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه ،وورث من ميراثه ،حتى أنزل الله تعالى{ادعوهم لآبائهم} فجاءت سهلة النبي صلى الله عليه وسلم ...فذكر الحديث .
( صحيح البخاري 7/ 365 ح 4000- ك المغازي ) .
قال مسلم: حدثني هارون بن سعيد الأيلي ،حدثنا ابن وهب ،قال: أخبرني عمرو ،عن جعفر بن ربيعة ،عن عراك بن مالك ؛أنه سمع أبا هريرة يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ترغبوا عن آبائكم .فمن رغب عن أبيه فهو كفر ) .
( صحيح مسلم 1/80 ك الإيمان ،ب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم .ح62 ) .وأخرجه البخاري عن عمر ( الصحيح- الفرائض ،ب من ادعى لغير أبيه ح 6768 ) .
قال البخاري: حدثنا معلى بن أسد ،حدثنا عبد العزيز بن المختار ،حدثنا موسى بن عقبة ،قال حدثني سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن زيد ابن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد ،حتى نزل القرآن{ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} .
( صحيح البخاري 8/ 377 ك التفسير- سورة الأحزاب ،ب ( الآية ) ح 4782 ) ،صحيح مسلم 4/ 884 ح2425 ك فضائل الصحابة ،ب فضائل زيد بن حارثة ) .
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،حدثنا عفاف ،حدثنا أبان بن يزيد ،ح وحدثني إسحاق بن منصور ( واللفظ له ) أخبرنا حبان بن هلال ،حدثنا أبان ،حدثنا يحيى ؛أن زيدا حدثه ؛أن أبا سلام حدثه ؛أن أبا مالك الأشعري حدثه ؛أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب ،والطعن في الأنساب ،والاستسقاء بالنجوم ،والنياحة ) وقال: ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها ،تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ،ودرع من جرب ) .
( الصحيح 2/644 ح934- ك الجنائز ،ب التشديد في النياحة ) .
قال ابن ماجة: حدثنا محمد بن يحيى ،ثنا عبد العزيز بن عبد الله ،ثنا سليمان ابن بلال ،عن يحيى بن سعيد ،عن عمرو بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كفر بامرئ ادّعاء نسب لا يعرفه ،أو جحده ،وإن دقّ ) .
( السن 2/916 ح 2744- ك الفرائض ،ب من أنكر ولده ) وأخرجه أحمد ( المسند 2/215 ) من طريق ،المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب به .قال البوصيري في زوائد ابن ماجه: إسناده صحيح .وقال الألباني: حسن صحيح ( صحيح سنن ابن ماجة ح 2216 ) .وحسنه السيوطي ( الجامع الصغير بشرح فيض القدير 5/7 ح 6262 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ،قوله{ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}: أي أعدل عند الله{فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} فإن لم تعلموا من أبوه فإنما هو أخوك ومولاك .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} يقول: إذا دعوت الرجل لغير أبيه ،وأنت ترى أنه كذلك{ولكن ما تعمدت قلوبكم} يقول الله: لا تدعه لغير أبيه متعمدا .أما الخطأ فلا يؤاخذكم الله به{ولكن يؤاخذكم بما تعمدت قلوبكم} .
وانظر سورة البقرة آية ( 233 ) لبيان جناح أي: حرج .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{تعمدت قلوبكم} قل: فالعمد ما أتى بعد البيان والنهي في هذا وغيره .
وانظر سورة المائدة آية ( 89 ) .