{ادْعُوهُمْ لاَِبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ} وأقرب للعدل ،لأن ذلك يمثل التوازن بين معنى الكلمة وحقيقة الأشياء ،{فَإِن لَّمْ تَعْلَمُواْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ} أي إذا جهلتم آباءهم ولم تعرفوهم بأعيانهم وأسمائهم ،سواء كانوا من اللقطاء أو من غيرهم ،فادعوهم باسم الأخوة الدينية والولاية الإسلامية ،ليكون الدين عنوان العلاقة في مواقع الجهل بالنسب .
وقد تشير هذه الفقرة من الآية إلى أن الجهل بالنسب في بعض الأولاد لا يوحي للمجتمع بالعقدة منهم في إقامة العلاقات الحميمة أو الاجتماعية في المستوى الإنساني الذي يحترم فيه الإنسان الإنسان من موقع إنسانيته ،بل يوحي بالارتباط العميق القائم على الرابطة الدينية ،باعتبارها الروحي الذي يؤكد العلاقة الوثيقة التي تشد هذا الإنسان المجهول النسب بالمجتمع الإسلامي من موقع الاحترام .
{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ} من الكلمات الصادرة عن السهو أو النسيان ،أو الخطأ في تقييم الأمور عن غير قصد{وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} في ما تتخذونه في عقولكم من القيم الخاطئة ،والأحكام الباطلة .فالقضية التي يريد الله أن يثيرها لدى الإنسان كقيمةٍ من القيم الدينية ،هي أن لا يعقد قلبه على خطأ في الفكرة أو في المنهج أو في التشريع ،لأن الخطأ في الكلمة قد يغتفر إذا صدر عن غير قصد ،ولكن الخطأ في الفكرة أو في الخط عن قصدٍ أو تقصيرٍ ،قد يخلق أكثر من مشكلةٍ للإنسان وللحياة ،{وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} في ما أخطأ به الناس عن غير قصد .