قوله تعالى{ولا تزر وازرة وزر أخرى ..}
قال مسلم: حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد ،قال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق ،أخبرنا ابن جريج ،أخبرني عبد الله بن أبي مليكة ...فذكر حديثا طويلا وفيه تحديث عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله ) قال ابن عباس: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة .فقالت: يرحم الله عمر .لا والله !ما حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يعذّب المؤمن ببكاء أحد ولكن قال: ( إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ) .
قال: وقالت عائشة: حسبكم القرآن{ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال: وقال ابن عباس عند ذلك: والله أضحك وأبكى .
( الصحيح 2/641- 942ح 928- 929- ك الجنائز ،ب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) .
قال أبو داود: حدثنا أحمد بن يونس ،حدثنا عبيد الله- يعني ابن إياد- حدثنا إياد ،عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي: ( ابنك هذا ) ؟قال: إي ورب الكعبة ،قال: ( حقا ) ؟قال: أشهد به ،قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا من ثبت شبهي من أبي ،ومن حلف أبي عليّ ،ثم قال: ( أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه ) وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) .
( السنن 4/635 ح 4495- ك الديات ،ب لا يؤاخذ أحد بجريرة أخيه أو أبيه ) ،وأخرجه أحمد في مسنده ( 2/226 ) ،والدارمي في ( سننه2/119 ح 2394 ،ك الديانات ،ب لا يؤاخذ أحد بجناية غيره ) ،وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 7/594 ح 5963 ) ،ثلاثتهم من طرق عن عبيد الله بن إياد عن أبيه به ،قال الألباني: صحيح ،وإياد بن لقيط ثقة دون خلاف ،فالإسناد صحيح .( إرواء الغليل 7/333 ) .وصححه أيضا: الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند ( ح رقم 7109 ) ،وصححه محققوا المسند بإشراف أ . د .عبد الله التركي 11/860 ) .
انظر قوله تعالى في سورة الإسراء{ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} .
قوله تعالى{وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يُحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير} .
انظر قوله تعالى في سورة النحل{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم ألا ساء ما يزرون} .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد{وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} كنحو{ولا تزر وازرة وزر أخرى} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{وإن تدع مثقلة إلى حملها} إلى ذنوبها{لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} أي قريب القرابة منها ،لا يحمل من ذنوبها شيئا ولا تحمل على غيرها من ذنوبها شيئا{ولا تزر وازرة وزر أخرى} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب} أي يخشون النار .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه} أي: من يعمل صالحا فإنما يعمله لنفسه .