شرح الكلمات:
{ولا تزر وازرة وزر أخرى}: أي في حكم الله وقضائه بين عباده أنّ النفس المذنبة الحاملة لذنبها لا تحمل وزر أي ذنب نفس أخرى بل كل وازرة تحمل وزرها وحدها .
{ولا تدع مثقلة}: أي بأوزارها حتى لم تقدر على المشي أو الحركة .
{لا يحمل منه شيء}: أي لا تجد من يستجيب لها ويحمل عنها بعض ذنبها حتى لو دعت ابنها أو أباها أو أمها فضلا عن غيرهم ،وبهذا حكم الله سبحانه وتعالى .
{يخشون ربهم بالغيب}: أي لأنهم ما رأوه بأعينهم .
{ومن تزكى}: أي طهَّر نفسه من الشرك والمعاصي .
{فإنما يتزكَّى لنفسه}: أي صلاحه واستقامته على دين ثمرتها عائدة عليه .
المعنى:
وقوله تعالى{ولا تزر وازرة وزر أخرى} هذا مظهر عدالته تعالى فهو مع قدرته وقهره لعباده ذو عدل فيهم فلا يؤاخذ بغير جرم ،ولا يحمل وزر نفس نفساً أخرى لم تذنب ولم تزر بل كل نفس تؤخذ بذنبها إن كانت مذنبة هذه عدالته تتجلى لعباده يوم يعرضون عليه في يوم كله هول وفزع يدل عليه قوله{وان تدع مثقلة} أي بذنوبها{إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان} من تدعوه{ذا قربى} كالولد والبنت .وقوله تعالى:{إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة} أي إنما تنذر يا رسولنا ويقبل إنذارك وينتفع به من يخشون ربهم ويخافون عذابه بالغيب وأقاموا الصلاة ،أما غيرهم من أهل الكفر والعناد والجحود فإنهم لا يقبلون إنذارك ولا ينتفعون به لظلمة جهلهم وكفرهم وقساوة قلوبهم ،ومع هذا فأنذر ولا عليك في ذلك شيء فإن من تزكَّى بالإِيمان والعمل الصالح مع ترك الشرك والمعاصي فإنما يتزكَّى لنفسه لا لك ولا لنا ،ومن أبى فعليه إباؤه ،وإلينا مصير الكل وسنجزى كلاً بما سكب من خير وشر .
هذا ما دل عليه قوله تعالى:{إنما تنذر الذين يخشون ربهم وأقاموا الصلاة ،ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير} .
الهداية:
من الهداية:
- بيان عدالة الله تعالى يوم القيامة .
- بيان صعوبة الموقف في عرصات القيامة لا سيما عند وضع الميزان ووزن الأعمال .
- بيان أن الإِنذار والتخويف من عذاب الله لا ينتفع به غير المؤمنين الصالحين .
- تقرير عقيدة البعث والجزاء يوم القيامة .
- تقرير حقيقة وهي أن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها .