قوله تعالى{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها يحلوّن فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا} .
قال أحمد: ثنا وكيع ،ثنا سفيان ،عن الأعمش ،عن ثابت أو عن أبي ثابت أن رجلا دخل مسجد دمشق فقال: اللهم آنس وحشتي وارحم غربتي وارزقني جليسا صالحا فسمعه أبو الدرداء فقال: لئن كنت صادقا لأنا أسعد بما قلت منك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( فمنهم ظالم لنفسه} يعني الظالم يؤخذ منه في مقامه ذلك فذلك الهم والحزن{ومنهم مقتصد} قال: يحاسب حسابا يسيرا{ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} قال: الذين يدخلون الجنة بغير حساب .
( المسند 5/194 ) وأخرجه الطبري ( التفسير 22/137 ) من طريق أبي أحمد الزبيري عن سفيان به ،وإسناده صحيح ( انظر مرويات التفسير 3/ 460 ) .وقال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 7/95 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن ابن عباس قوله{ثم أورثنا الكتاب} إلى قوله{الفضل الكبير} هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب أنزله ،فظالمهم يغفر له ،ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا ،وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا} شهادة لا إله إلا الله{فمنهم ظالم لنفسه} هذا المنافق في قول قتادة والحسن{ومنهم مقتصد} قال: هذا صاحب اليمين{ومنهم سابق بالخيرات} قال: هذا المقرب ،قال قتادة: كان الناس ثلاث منازل في الدنيا ،وثلاث منازل عند الموت ،وثلاث منازل في الآخرة .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله:{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه} قال هم أصحاب المشأمة{منهم مقتصد} قال: أصحاب الميمنة{ومنهم سابق بالخيرات} قال: فهم السابقون من الأمم كلها .