قوله تعالى{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغتْ إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتّى تفيءَ إلى أمر اللّه فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنّ الله يحبّ المقسطين} .
قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الأعلى القيسي .حدثنا المعتمر عن أبيه ،عن أنس بن مالك .قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيتَ عبد الله بن أبيّ ؟قال: فانطلق إليه .وركب حمارا .وانطلق المسلمون .وهي أرض سبخة .فلمّا أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إليك عنّي .فوالله!لقد آذاني نتن حمارك .قال: فقال رجل من الأنصار: والله!لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك .قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه .قال: فغضب لكل واحد منهما أصحابه .قال: فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال .قال: فبلغنا أنها نزلت فيهم:{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} .
( صحيح مسلم 3/1424- ك الجهاد والسير ،ب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على أذى المنافقين ح 1799 ) ،( وصحيح البخار ح 2691- ك الصلح ،ب ما جاء في الإصلاح ) .أرض سبخة: هي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر .( النهاية لابن الأثير 2/333 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ،قوله:{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} فإن الله سبحانه أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين أن يدعوهم إلى حكم الله ،وينصف بعضهم من بعض ،فإن أجابوا حكم فيهم بكتاب الله ،حتى ينصف المظلوم من الظالم ،فمن أبى منهم أن يجيب فهو باغ ،فحق على إمام المؤمنين أن يجاهدهم ويقاتلهم ،حتى يفيئوا إلى أمر الله ،ويقروا بحكم الله .