الطائفة: الجماعة أقل من الفِرقة .
فأصلحوا بينهما: بأية طريقة: بالنصيحة ،بالتفاوض ،بالتهديد ،بكل وسيلة .
فإن بغتْ: فإن تعدت وجارت .
تفيء: ترجع .
أمر الله: الصلح .
فأصلحوا بينهما بالعدل: بإزالة آثار القتال والخلاف ،وبضمان ما تلف بحيث يكون الحكم عادلا .
وأقسطوا: واعدلوا .
في هذه الآية تشريعٌ عملي عظيم لصيانة المجتمع الإسلامي ،وحمايته من الخصام والتفكك والتمزق .فبعدّ أن حذّر الله تعالى من النبأ الصادر عن الفاسق ،وحثّ على التوثق من مصادر الأخبار ،وعدم العَجلةِ والاندفاع وراء الحَمِيّة والحماسة الطائشة قال: إن حصل أن اقتتلتْ طائفتان من المؤمنين فإن على المؤمنين أن يقوموا بالإصلاح بينهما .فإن تعدت إحدى الطائفتين على الأخرى ولم تقبل الصلح ،فعليهم أن يقاتلوا تلك التي تتعدى حتى ترجع إلى حكم الله .فان قبلت الصلح ورجعت إلى حكم الله ،فأصلِحوا أيها المؤمنون بينهما بالعدل والإنصاف حتى لا يتجدد القتال مرة أخرى .
ثم أمرنا الله تعالى بالعدل في كل الأمور فقال:
{وأقسطوا إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين}
واعدِلوا أيها المؤمنون ،بين الناس جميعا في كل الأمور ،إن الله يحب العادلين في جميع أعمالهم .