قوله تعالى: ( ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين )
قال الشيخ الشنقيطي: وبين الله تعالى في موضع آخر أن سبب حلفهم بالكذب للمسلمين أنهم منهم ،إنما هو الفرق أي الخوف ،وأنهم لو وجدوا محلا يستترون فيه عن المسلمين لسارعوا إليه ، لشدة بغضهم للمسلمين ،وهو قوله ( ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه و هم يجمحون )ففي هذه الآية بيان سبب أيمان المنافقين ونظيرها قوله: ( اتخذوا أيمانهم جنة ) . وبين تعالى في موضع أخر ،أنهم يحلفون تلك الأيمان ليرضى عنهم المؤمنون وأنهم إن رضوا عنهم ،فإن الله لا يرضى عنهم وهو قوله ( يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) .