/م51
إِنّ هؤلاء لنفاقهم هذا ذهبت أعمالهم أدراج الرياح ،لأنّها لم تكن نابعة من نيّة خالصة صادقة ،ولهذا فقد أصبحوا من الخاسرينسواء في هذه الدنيا أو الآخرة معاًحيث تؤكّد الآية هذا الأمر بقولها: ( حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) .
والجملة الأخيرة تشبهفي الحقيقةجواباً لسؤال مقدر ،وكأن شخصاً يسأل: ماذا سيكون مصير هؤلاء ؟
فيجاب بأنّ أعمالهم أدراج الرياح ،وستطوقهم الخسارة من كل جانب ،أي أنّ هؤلاءحتى لو كانت لهم أعمال صدرت عنهم بإخلاص ونية صادقةفهم لا يحصلون على أي نتيجة حسنة من تلك الأعمال الصالحة لانحرافهم صوب النفاق والشّرك بعد ذلك: وقد شرحنا هذا الأمر في الجزء الثّاني من تفسيرنا هذا عند تفسير الآية ( 217 ) من سورة البقرة .
/خ53