قوله تعالى{ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}
قال ابن ماجة: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: ثنا محمد بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب الزمعي ،عن أبي حازم ،أن عامر بن عبد الله بن الزبير أخبره أن أباه أخبره أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن نزلت هذه الآية ،يعاتبهم الله بها ،إلا أربع سنين{لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ،وكثير منهم فاسقون} .
( السنن2/1402- الزهد ،ب الحزن والبكاء ح 4192 ) ، قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات( مصباح الزجاجة3/291 ) ،وقال الألباني: حسن( صحيح ابن ماجة 2/408 ) ،ويشهد له ما رواه مسلم بسنده عن ابن مسعود بنحوه ( الصحيح-التفسير ،ب في قوله تعالى:{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} 4/2319 ح 3027 ) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله{الأمد} قال: الدهر .
قال ابن كثير:{وكثير منهم فاسقون} ،أي في الأعمال ،فقلوبهم فاسدة وأعمالهم باطلة .كما قال:{فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ،ونسوا حضا مما ذكروا به} ،أي: فسدت قلوبهم فقست وصارت من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه ،وتركوا الأعمال التي أمروا بها وارتكبوا ما نهوا عنه ،ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية .