قوله تعالى{وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ...}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة} فهاتان من الله والرهبانية ابتدعها قوم من أنفسهم ،ولم تكتب عليهم ،ولكن ابتغوا بذلك وأرادوا رضوان الله ،فما رعوها حق رعايتها .
قوله تعالى{ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ...}
قال أبو داود: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن وهب ،قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء ،أن سهل بن أبي أمامة حدثه ،أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة ، ( في زمان عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة ،فإذا هو يصلي صلاة خفية دقيقة كأنها صلاة مسافر أو قريبا منها ،فلما سلم قال أبي: يرحمك الله ،أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أو شيئا تنفلته ،قال: إنها المكتوبة ،وإنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخطأت إلا شيئا سهوت عنه ) فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا تشدّدوا على أنفسكم فيشدّد عليكم ،فإن قوما شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم ،فتلك بقاياهم في الصوامع والديار{ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم} ...
( السنن 4/276-277-ك الأدب ،ب في الجسد ح4904 ) ،وأخرجه الضياء المقدسي في( المختارة 6/173-ح 2178 ) من طريق أحمد بن عيسى ،عن عبد الله بن وهب به .قال محققه: إسناده حسن .