قوله تعالى: ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل )
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله:( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ) قال:من أعمالهم .
قوله تعالى ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )
قال الشنقيطي:هذه الآية الكريمة تدل على أن الله جل وعلا الذي أحاط علمه بكل موجود ومعدوم ،يعلم المعدوم الذي يسبق في الأزل أنه لا يكون لو وجد كيف يكون ، لأنه يعلم أن رد الكفار يوم القيامة إلى الدنيا مرة أخرى لا يكون ،ويعلم هذا الرد الذي لا يكون لو وقع كيف يكون ، كما صرح به بقوله ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )وهذا المعنى جاء مصرحا به في آيات أخر . فمن ذلك أنه تعالى سبق في عمله أن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ،لا يخرجون إليها معه صلى الله عليه وسلم ،والله ثبطهم عنها لحكمة . كما صرح به فيقول ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم )الآية . وهو يعلم هذا الخروج الذي لا يكون لو وقع كيف يكون . كما صرح به تعالى في قوله ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ) الآية . ومن الآيات الدالة على المعنى المذكور قوله تعالى ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون )إلى غير ذلك من الآيات .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس ،قال:فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى ،وقال:( لوردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا )يقول:ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم ،لعادوا إلى أعمالهم أعمال السوء .