قوله تعالى: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين}
روى عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن الأعمش ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود في قوله تعالى:{آتيناه آياتنا فانسلخ منها} قال: هو بلعم بن آبر .
( التفسير /2 243 طبعة الرشد ) ،ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في تفسيره ( 13/253 – 254 ،رقم 15389 ) والحاكم في المستدرك ( 2/325 ) ،إلا أن عند الطبري"ابن أبر ،بضم الباء "وعند الحاكم"بلعم بن باعوراء "وأخرجه أيضا النسائي في تفسيره ( رقم 213 ) والطبري ( رقم 15381 – 15383 – 15385 – 15388 ) وابن حاتم ( الأعراف/1343 ) والطبراني في الكبير ( 9/249 رقم 9064 ) من طريق أبي الضحى بإسناده ،وابن أبي حاتم: رجل من أهل اليمن .وسكت عليه الحاكم ،وأشار الذهبي إلى أنه على شرط الشيخين ،قال الهيثمي في ( المجمع 7/25 ): رواه الطبراني ،ورجاله رجال الصحيح .وقال محقق النسائي: صحيح موقوف ،وكذا صحح إسناده محقق ابن أبي حاتم .
قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن حبيب ،حدثنا أبو داود ،حدثنا شعبة ،أخبرني يعلى بن عطاء قال: سمعت نافع بن عاصم يقول: سمعت عبد الله بن عمرو يقول في هذه الآية{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} ،قال: هو أمية بن أبي الصلت الثقفي .
( التفسير: سورة الأعراف ح 1344 ) ،وأخرجه أيضا النسائي في تفسيره ( 1/508 رقم 212 ) ،والطبري في تفسيره ( 13/256 رقم 1540 – 15406 ) من طرق عن شعبة به .وأورده ابن كثير في ( تفسيره 2/265 ) من رواية شعبة بإسناده عن عبد الله بن عمرو ،ثم قال: وقد روى من غير وجه عنه ،وهو صحيح إليه .وقال الهيثمي في ( المجمع 7/25 ): رواه الطبري ورجاله رجال الصحيح ،وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 7/154 ): وروى ابن مردويه بإسناد قوي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص ..فذكره .قال ابن كثير: وكأنما أراد أن أمية بن أبي الصلت يشبهه ،فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة ،ولكنه لم ينتفع بعلمه ...إلى آخر كلامه رحمه الله .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} قال هو رجل من مدينة الجبارين يقال له: بلعم .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان} ،الآية ،هذا مثل ضربه الله لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه ،قال: وكان الحسن يقول: هو المنافق{ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عيه يلهث أو تتركه يلهث} ،قال: هذا مثل الكافر ميت الفؤاد .
وهذا الرأي يجمع بين الآراء السابقة .