{نَبَأَ}: خبر له شأن .
{فَانْسَلَخَ منها}: تجرّد منها .
مثل الذي أخلد إلى الأرض كمثل الكلب
وهذا حديثٌ عن شخصٍ من بني إسرائيل ،قيل إن اسمه بلعم بن باعورا كان يملك الاسم الأعظم ،وقيل إنه شخصٌ معاصرٌ للدعوة الإسلامية ،كان يعرف الكثير من آيات الله وتعاليمه ،ولكن هذا الشخص انحرف عن الخط المستقيم ،فلم ينتفع بما يملك من المعرفة ،ولم ينفتح على الآفاق الرحبة العالية التي ترفعه إلى الله في عملية سموٍّ وطهرٍ وإيمانٍ ،بل هوى إلى الأرض في حالة انحطاط روحيٍّ وفكريّ ،فلم يتطلّع إلا إلى الأجواء السفلى التي تربط مطامحه بالتراب ولا شيء إلا التراب ...وهذا ما نريد أن نتابعه مع هاتين الآيتين:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ} في ما رزقناه من وسائل المعرفة ،في ما يهدي إليه العقل أو الوحي ،{فَانْسَلَخَ مِنْهَا} وابتعد عنها في عملية رفض وانحراف ؛{فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}