قوله تعالى: ( قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين قال يا قوم ليس بي سفاهة و لكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) أن عادا أتاهم هود ،فوعظهم وذكرهم بما قص الله في القرآن ،فكذبوه وكفروا ،وسألوه أن يأتيهم العذاب ،فقال لهم( إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ) سورة الأحقاف:23 ،وإن عادا أصابهم حين كفروا قحوط المطر ،حتى جهدوا لذلك جهدا شديدا .وذلك أن هودا دعا عليهم فبعث الله عليهم الريح العقيم ،و هي الريح التي لا تلقح الشجر .فلما نظروا إليهم قالوا ( هذا عارض ممطرنا ) سورة الأحقاف: 24 ،فلما دنت منهم ،نظروا إلى الإبل والرجال تطير بهم الريح بين السماء والأرض .فلما رأوها تبادروا إلى البيوت ،فلما دخلوا البيوت ، دخلت عليهم فأهلكتهم فيها ،ثم أخرجتهم من البيوت ،فأصابتهم"في يوم نحس "والنحس ،هو الشؤم و"مستمر "استمر عليهم بالعذاب "سبع ليال و ثمانية أيام حسوما حسمت كل شيء مرت به ،فلما أخرجتهم من البيوت قال الله ( تنزع الناس ) من البيوت( كأنهم أعجاز نخل منقعر ) سورة القمر: 20 ،انقعر من أصوله"خاوية "خوت فسقطت .فلما أهلكهم الله ،أرسل عليهم طيرا سودا ،فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه ،فذلك قوله ( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ) سورة الأحقاف: 25 ،و لم تخرج ريح قط إلا بمكيال ،إلا يومئذ ،فإنه عتت على الخزنة فغلبتهم ،فلم يعلموا كم كان مكيالها ،وذلك قوله
( فأهلكوا بريح صرصر عاتية ) سورة الحاقة: 6 ،و"الصرصر "ذات صوت شديد .