{سَفَاهَةٍ}: خفة الحلم ،قال مؤرج: السفاهة: الجنون بلغة حمير
{قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ} ،لأنك لا تتكلم كلام الراشدين الذين يزنون كلامهم بميزان العقل ،ويتصرّفون بالطريقة التي لا يسيئون بها إلى أنفسهم وإلى من حولهم ،فأنت تواجه عقيدة الناس التي درج عليها الآباء ،وتتمرّد على تقاليدهم ،وتثير الجوّ الهادىء بأفكارٍ غريبةٍ تحوّل هدوءهم إلى عنف ،وتصيب علاقاتهم الوثيقة بالتصدُّع والتمزُّق ،وذلك ما توحي به كلمة «السفاهة » عندما يرمي بها إنسان إنساناً .
وربما يسمع الكثيرون من دعاة التغيير في كل مجتمع مثل هذه الكلمة ،إذا كان هؤلاء الأشخاص لا يمثلون وزناً اجتماعياً كبيراً في حياة الناس .{وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} .لم يقولوا له إنك من الكاذبين ،لأنهم لا يملكون أساساً في الجزم بكذبه ،أو لأنهم يريدون تخفيف التهمة ليصوروا أنفسهم بصورة من لا يريد إلقاء الكلام جزافاً ،بل يعملون على إعطاء القضية دور المسألة الأكثر رجحاناً .ويبقى الأسلوب أسلوب اللاّمناقشة في أصل الفكرة ،ولا تفكير في الموضوع ،بل هو الكلام الانفعاليّ الذي ينفس عن العقدة بدل أن يواجهها بهدوء .